تخطى إلى المحتوى
جويلية 7, 2011 / The Lullaby

طبق منسكب.

..

مناداتك صعبة , اختيار اسم أو صفة تحددك تطّوق مدى المشاعر التي يكنها صدري –صعب – ليس مستحيلاً ولا أمراً قاهراً .. لكنه يحتاج حيلة الكلام وأنا عاجزة نوعاً ما.

لذلك اختر الاسم الذي تحب , لم أعد أهتم.

بداخلي رغبة أن أسميك على اسم أبي أو جدتي .

أيضاً لدي حُب كثير لأن يكون لإخوتك نصيب من أسامي عماتي وخالاتي.

أم تقليدية , هذا كل ما ستحصل عليه . فابتهج قليلاً.


نقاء !

لا أرغب أن تنتهي هذا الفقرة من حياتي , ولا الصداقات التي بها ..

عندما تكون سوداوياً تلهث وراء رزقك و رزق غيرك , وتجد أشخاصاً لا يهتموا بالدنيا .. لديهم همّة فقط , تكفيهم وتغنيهم .

عندما تتلاشى الماديات والقبائل , وتتحدث بأريحية وبصدق , وتعلم يقيناً أن حديثك لن يؤول , أن أخبارك ليست مهمة .. أنه لم يتم البحث عنك وإشاعة أنك مفقوداً عند أول حالة غياب ..

عندما تعرف ( س ) ..

نسيان الفرح ,

كنتُ أعتقد أنه مهما تتابعت الذكريات فلن أنسى فرحاتي المتعددة , لن أنسى بساطة الضحكة معهم .

هيهات ! نسيتُ كل شيء , نسيت أسامي الصديقات , نسيت أرقامهن .. ألاحق عناوين البريد الإلكتروني لأتذكر لمحة من تفاصيل كانت مهمة . أتبع ذلك المعرف لأتذكر اسم صديق له كان يكتب بمكان ما كنت أزوره ونسيته.

نسيت الأشياء التي أحب , والنكهات التي أفضل .

لم أبدّلها , التبديل مفيد لأنه يسد حيز لكتلة ذكرى كانت معه .أما النسيان فهو مبهم .

أشكال الوجوه نسيتها , أو بالأصح لم أعد أهتم بها .. السلام واحد والإدعاءات واحدة فلم السخط؟

عندي مشكلة .

تصنيفها وسببها وآثارها باطلة , وتشغلني بهذه الأيام.

أعترف بأني أحب الأشخاص السيئين نفسياً. ليست محبة وفقط لا

لدي استعداد كامل بأن أعيش حياتي معه , أنجبك منه!

محيطي الفكري , تتعد شروطهم وتتمحور بدين وخلق ومال .

أرغب بأن أكون تلك الفتاة , التي يحضر لها أشخاص طبيعيون , التي تحتار – من تنقي – أرغب بأن أكون ذلك .

لكن ؟ ماذا أرى .. بعض نقاهة , وكلي بلاهة.

.

قبل أن أنام , تتولد لدي أمنية بأن أراك وأنت تنطق اسم والدك , لأعرفه حين يأتي ,لأرى صفاته .. لتعرف أهلك قبل أهلي , لنبحث عن اسم البابا بمحركات البحث , لنضع أنفه وعيني .. لأركبك بمخيلتي .. لأحملك بقلبي. لأزيح عنك ظلم اختياراتي .

قلبي سيء , ويضيع .

قلبي يرغب بهدى يسوقه له رب العباد .

أنا خالية.

وجبانة لأعيش وشجاعة لأموت.

أموت ويحيا الآخرون.

يغمرني الشك بأنيابه البالية , وضحكة إبليس المبتهج عندما أؤجل زيارة إحداهن اليوم , بأني لن أستطيع رؤيتها غداً. أنها ستموت .. وتذهب بعيداً.

لست بكائية ولا درامية , ولا يعرف عن ذلك أحد غيرك, لكني أخاف أن يموتون.

أخاف من أختلي بنفسي للحظة وأعرف أن أحبائي نقصوا , انتقلوا لحياة لا أدري هل سأنضم لهم أم أنا بالجهة الأخرى.


أمك الإلكترونية,

أنجبتك مبكراً , بداخل ملفاتها , بطيات أحرفها , ببحّات أصواتهم , بأمنيات السُعداء , بسجّلات المحادثات , برسائل البريد , بباطن الهاتف النقّال , بمسودّات الأشياء , بأشرطة الرسام , وبفيديوهات .

بكل مكان إلكتروني أقضي وقتي به أجدك بين حناياه , متكأ كأني أعرفك .

ليس عنك | منك اكتفاء !


أعدني إليك*


لأخبرك عن حياتي عندما ازدانت بطالباتي الجدّات

أتشوق للقائهم لتعليمهم , كل يوم معهم ترتقي روحي , تبتهج ..

أ أنس بصور أحفادهن الفخورات بها , بأحاديث المستقبل , بالإنجاز.

لم تتوقف حياتهن عند زوج ميت أو ابن راحل , صنعوا حياة من جديد .. لقائهن لحفظ قرآن وتدبر سيّرة .. وللدنيا نصيب.

ربما عندما تأتي أكون قد فارقتهن , لكن ذكّرني أن أحكي لك عنهم .. عن صفحاتهن الشخصية ورسائلهن.

هل تحب شخصاً لا تعرف اسمه ؟ نعم أحبهم ولا أعرف أسماءهم .. كيانٌ جليل .


لن تجد شاباً يتمنى أن يشيخ مثلي, أتمنى زيارة دور المسنات .. أتمنى الجلوس معهم .

في اجتماع العائلة لا تستهويني غير حكايات المسنات , وهج الشباب لا يغيرني !

أرغب بأن أنجبك وأصبح جدّة بذات الوقت…

أُنادى بالسوق ( خالة ) وبالمطعم ينادي عليّ النادل ويؤكد على هذه الأم أن تطعم مراهقيها الجياع من أغلى مافي القائمة.

أشعرُ برفاهية العمر, أحبُ أن أشيخ وإن لم تك معي .. لعلمي أنك حين تقرأ هذه وماقبلها ستعرف كيف كنت وإلى أين توجهت.

من حياة , إلى عالم فسيح .. أفقٌ خاص بي.


وبإحدى أركان اللعب، وسيارات تتصادم يظهر أبٌ لطيف ، يتفضل بخصم لعبة من
أجل أن يلعب خالك، لم يفعل أحد شيء بهذه الشهامة منذ مدّة ، محفظتي ممتلئة بالنقود ويصّر .

الذي جعلني أُسر ، أن ذلك كان نية سابقة ولكنه فعلها.

صحيح أنه أمر بسيط، لكنه بالنسبة لي يأكل ويشرب .. كنت سأذهب لأشتري لعبة أو حلوى لطفله، وحين ذلك .. رحل .

كل مرة أختلط مع الأطفال أراك ، بين هذا وذاك. مرةً معي ومرة مع أبيك ومرة مع أختك. أُمعن النظر بتصرفات الأطفال، طريقة لعبهم ، تأملهم للحياة، اختيارهم لوجبة الطعام.

عندما تذهب مع طفلك خارج المنزل، كن على استعداد لأن تختبر تربيتك وتعرف تربية طفلك.

نقطة كبيرة بداخلي ترجو أن تكون صبياً شكوراً. 


.. تويت , تويت.

صورة طائر أزرق استهوتني , نافذة على حياة الأشخاص وعقولهم.

لك أن تسترق النظر إلى حكايات الليل, شكاوي السهر .

إلى أمنياتي, رغباتي, سلاماتي إليك.


مشاركة !

تصل إلى تلك المرحلة التي تكتشف أنك الشخص الوحيد بعائلتك الذي تشارك كل شيء, أنت السماء وهم الأرض المنغلقة.

وتحاول البحث عن طرق لتغطية مابك , اكتشافاتك, خبراتك الصغيرة. وتنتظر أن يشاركك أحدهم بخبر, بصورة .

كانت أصعب مشاركة لي إلى الآن مع شخصين : جدّك وجدتي.

عندما انتهيت من رمي ما بقلبي عليهما , كررت جدتي :- ليتك ما قلت هذا كله.

وجدّك يحاول الحماية , يحاول أن يُصّير الدنيا على الهوى.

قل لي أبي, كيف أثق بعالم لا يحترمك ؟ بحسد منتشر و أعينٌ جرداء.

قولي لي جدّة , كيف أحيا برضاك, وأنتِ يسخر منك ملء الأفواه !


=

ابتعتُ كتاباً غير متواجد بمكاني, فقط لأنه كان مكتوب بواسطة أم لطفلاتها.

وضعت على هامشه تعليقات لك,حين تكبر وتنضج وتعرف كل الأمور المخجلة والكبيرة , اطلّع عليه .


بلّورة : أن أحدثك عن أمي ؟

هل سيتسع فؤادك ؟


I love you , you know that

That’s it for tonight .. son


4 تعليقات

اكتب تعليقُا
  1. زينة / جويلية 17 2011 1:21 ص

    أنت متعتي الفريدة التي لن أمل قراءتها ..
    سعيدة جداً أنك لم تهجري مدونتك، مثل بعض الناس ومثلي .

  2. أيهم ع. سليمان / سبتمبر 21 2011 6:16 م

    نقلتي لي بقلمك الإلكتروني المبدع مشاعر إنسانية رائعة، أنى لي اكتسابها؟
    دمتي بمنتهى الود أختي….

  3. mustashar / فيفري 12 2012 7:16 ص

    ماوجده هنا تميز أدبي وابحار عميق أعجبني النفس الطويل في الكتابة
    والسلاسة في الانتقال بين الأفكار دون الإخلال بالمبنى ولا المعنى

    التحفظ على المفردات لأنني أدرك أزور مدونة تملك من المفردات أفضل من ذلك ب كثير

  4. سمية / مارس 24 2013 11:18 م

    أحساسك رائع وصادق نابع من القلب ويسكن القلب .
    الأطفال جنة الحياة .
    أنا الأخت الكبرى ولم أنعم سوى بشقيقة واحدة .
    وحب الإطفال في دمي وأعرف بحبهم لي نادرا ما أصادف بعكس ذالك .
    وعلى الرغم من بعض التجريح اللذي أقابله إلإ أن هذا الحب مازال مستمرا .
    مدونة لجنين لم يأتي أمر رائع جدا جدا جدا، فتحتي لي به أفق جديدا سأبدا قريبا إن شاء الله بكتابة بعض من ذكريات الطفولة وقصص الماضي الجميل وبعض من الحاضر لطفلي الأول وأخوته من بعده بإذن الله .
    رزقك الله الزوج الصالح المحب والذرية الصالحة الطيبة وحفظ لك أحبتك .

اترك رداً على زينة إلغاء الرد